‏إنفانتينو يدعو لعودة روسيا لكرة القدم مع تقدم محادثات السلام

المؤلف: محمد صديق (القاهرة)09.11.2025
‏إنفانتينو يدعو لعودة روسيا لكرة القدم مع تقدم محادثات السلام

خلال كلمته التي ألقاها في اجتماع اتحاد الاتحادات الأوروبية لكرة القدم "يويفا" المنعقد في بلغراد عاصمة صربيا، هذا اليوم الخميس، أطلق رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، جياني إنفانتينو، نداءً لإعادة دمج روسيا في الساحة الكروية الدولية، معلقًا ذلك على حدوث تقدم ملموس في مفاوضات السلام الجارية لإنهاء الصراع الدائر في أوكرانيا.

وأكد إنفانتينو، الذي حل ببلغراد قادمًا من مدينة لوس أنجلوس، أن عودة روسيا للمشاركة في المنافسات الرياضية ستعتبر بمثابة بادرة أمل وإشارة إيجابية تدل على قرب تسوية الأزمة، حيث صرح قائلًا: "إذا تكللت محادثات السلام بالنجاح، فإنني أتمنى بشدة أن نتمكن قريبًا من إعادة روسيا إلى عالم كرة القدم، لأن هذا يعني أن كل الخلافات قد سويت وتم التوصل إلى حلول مرضية."

وجاءت تصريحات إنفانتينو هذه في سياق حديثه القيم عن الدور المحوري الذي تلعبه كرة القدم كأداة فعالة لجمع شمل الشعوب وتوحيدها، حيث أضاف قائلًا بلهجة واثقة: "كرة القدم ليست أداة للتفرقة والانقسام، بل هي وسيلة للجمع والتوحيد والتقارب."

ويأتي هذا المقترح وسط مناقشات محمومة ومتزايدة تجري في دهاليز الاتحادين الدولي والأوروبي حول إمكانية رفع الحظر المفروض على روسيا، والذي بدأ منذ شهر فبراير من العام 2022 في أعقاب اندلاع العملية العسكرية الروسية في الأراضي الأوكرانية.

وتتلخص الأسباب الرئيسية التي أدت إلى إبعاد الكرة الروسية عن خوض المنافسات في البطولات العالمية والقارية في القرار المشترك الذي اتخذه الاتحاد الدولي "فيفا" والاتحاد الأوروبي "يويفا" بتاريخ الثامن والعشرين من شهر فبراير لعام 2022، والذي قضى بتعليق مشاركة المنتخبات الوطنية والأندية الروسية في جميع المسابقات والبطولات التابعة لهما.

وقد صدر هذا القرار بعد أيام قليلة من بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، وذلك بعد أن أعلنت عدة اتحادات أوروبية، بما في ذلك بولندا والسويد وجمهورية التشيك، رفضها القاطع لمواجهة المنتخب الروسي في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2022، وهو الأمر الذي دفع الاتحادين الدولي والأوروبي لاتخاذ موقف حاسم وجاد استجابة للضغوط الدولية والرياضية المتزايدة.

ولم يقتصر هذا القرار على المنتخب الوطني الروسي فحسب، بل امتد ليشمل أيضًا الأندية الروسية التي كانت تشارك في بطولات قارية مرموقة مثل دوري أبطال أوروبا والدوري الأوروبي، حيث تم استبعاد أندية كبيرة مثل نادي سبارتاك موسكو من المشاركة في المنافسات.

ومنذ ذلك الحين، لم يخض المنتخب الروسي أي مباراة رسمية، واكتفى فقط بخوض مباريات ودية مع منتخبات من دول مثل طاجيكستان وأوزبكستان، وذلك في ظل استمرار العزلة الرياضية التي فرضتها الهيئتان الدوليتان على الكرة الروسية.

وعلى الرغم من المحاولات الحثيثة التي بذلها الاتحاد الروسي لكرة القدم للطعن في هذا القرار أمام محكمة التحكيم الرياضي "كاس"، إلا أن هذا الاستئناف لم يسفر عن أي تغيير يذكر في قرار الحظر حتى الآن، ولا يزال ساري المفعول.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة